السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تجاهل أسئلة الطفل يضعف شخصيته
--------------------------------------------------------------------------------
من خلال التعامل اليومي مع الأسرة والمجتمع بأسره يواجه الأطفال
مواقف تترك أثرا سلبياوتؤثر على شخصياتهم في المستقبل ،
ومن تلك المواقف تجاهل أسئلتهم، ويتم ذلك من قبلالعديد من
الفئات.. من الأب والأم والمعلم، حتى الباعة وأصحاب المحلات
في الأسواقوالمراكز التجارية يتجاهلون أسئلة الأطفال، فعندما
يوجه الطفل سؤالا لصاحب المحل " بكم هذا" يتجاهله الآخر، ولا
يرد عليه، وقد يعنفه البعض ويقول "اتركه ليس للبيع". والسبب
الذي يعتقده البعض أنهم "أطفال".
وتواجه الأمهات خاصة كما هائلا منالأسئلة من أطفالهن، ويجدن
أنفسهن في معظم الأحيان عاجزات عن إيجاد الإجاباتالمقنعة للطفل،
فعندما تواجه الأم بمثل هذه الأسئلة، فتتجاهل الأم الرد، وإذا اضطرت
للإجابة. فالإجابة دائما مبهمة غامضة. وتتخلص الأم من الموقف
بأي إجابة. بينما يبقىالطفل تدور في رأسه الأسئلة.
في هذا الصدد كشفت عضو هيئة التدريس الأستاذالمشارك بقسم
رياض أطفال بجامعة الطائف الدكتورة إيمان خضر عن حجم الآثار
السلبيةالتي تلحق بالأطفال إثر تجاهلهم من قبل المجتمع الخارجي،
وخاصة إذا كان التجاهل منجهة تمت للطفل بصلة قرابة أو نحو ذلك.
وبينت خضر أن "من أخطر تلك الآثارالانطواء والعداء المتأصل
في نفس الطفل على المجتمع المحيط به، وكذلك كراهيتهلأفراد
المجتمع، وربما يصل به الأمر لأمراض نفسية أو عقد نفسية إذا
لم تعالجمباشرة"، مضيفة أن حد الضرر لا يقف عند سن
ومرحلة الطفولة. بل قد يتجاوزه إلى مراحلمختلفة من عمر
هذا الطفل، وقد يكون مستمرا معه..
وأشارت إلى أن "صور تجاهلالأطفال في المجتمع كثيرة، ومنها تجاهل
البائعين وأصحاب المحلات وسائقي الليموزينأو المعلمين والمعلمات,
إضافة إلى التجاهل الأسري من قبل الوالدين أوأحدهما".
وعللت الدكتورة خضر حدوث تلك الآثار السلبية للأطفال جراء
اندماجهم معالمجتمع الخارجي بكل أطيافه وفئاته، بأن الطفل يصدم
بردات فعل عنيفة من المجتمععندما يتم تجاهله من قبل الأب أو
الأم أو من البائعين وأصحاب المحلات، وذلك حينمايتجاهلون الأطفال
أثناء التبضع أو حين يطرح الطفل سؤالا واستفهاما معينا حول
بضاعةما. أو حول قيمة أي منتج في هذه المحلات. حيث نجد أنهم
لا يعطونه أي اهتمام أولايلقون بالا له، ولما يقوله. مما يجعل الطفل
في تساؤل دائم لماذا لم يرد علي؟ ولماذايتجاهلني؟، هل لكوني
صغيرا؟ ، وغيرها من الاستفهامات التي تجعل من الطفل عرضة
للإصابة بحالة نفسية، وخاصة إذا كان التجاهل متعمدا ومستمرا.
ويتكون نتيجة لذلك لدىالطفل سلوك عدواني تجاه مجتمعه وأفراده،
وقد يستمر الضرر البالغ مع الطفل لسنينطويلة نتيجة تراكمات
سابقة وخلفيات لمواقف متعددة لم تجد لها سبلا للحل
سواء من قبلالأسرة أو المجتمع.
وأضافت أن "الأطفال الذكور عادة ما يكون تقبلهم للمجتمع
مختلفا عن الأنثى. حيث تسبقهم الأنثى بمراحل بحكم تكوينها الجسمي
والنفسي، فهيالأسبق في النطق، وتكون لديها، حصيلة من المفردات
أكثر من الذكر الذي يكون عادةخجولا في تعامله مع المجتمع وأفراده.
وذكرت الأستاذ المشارك بقسم رياض أطفالبجامعة الطائف أن
من الأهمية بمكان أن تكون هناك توعية وتثقيف لدى أصحاب
هذهالمحلات والسوبر ماركات من خلال المنشورات والملصقات
التي تبين كيفية التعامل معالأطفال بكل اللغات، ويفترض أن تقوم
بذلك وزارة الشؤون الاجتماعية.
وقالت "ينبغيللأسرة أن تحرص كل الحرص على زرع الثقة في
نفوس أطفالها، وخاصة من قبل الوالدين،فمثلا الأم أو الأب ينبغي
أن يشرحا أن التجاهل الذي يتم من الأب أو الأم أو المعلمأو صاحب
المتجر أو المحل لم يكن عن قصد من الطرف الآخر. فربما لم "يسمع
صوتك أو لميكن مركزا لما تقول"، مشـيرة إلى أن الثقة عامـل
مهم لدى الطـفل، والعمل علىتنميـتها أكثر أهمية، ويتأتى ذلك
بالحوار الهادف والبناء مع الطفل. بحيث يجعله ذلكالحـوار
قادرا على حل مشكلاته بنفـسه، وربما يكون للتجارب التي يمر
بها الطفل معوجود أسرة واعية قادرة على الوصول بهذا
الطفل لبر الأمان وتخطي مشكلاته كلما زرعتفي داخله
سلوكا توكيدياً قويا.
منقوول