عدد المساهمات : 77 نقاط : 180 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 07/09/2010 العمر : 31
موضوع: ظاهرة الانجراف والتصحر الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 10:05 am
التصحر, الانجراف - ظاهرة "التصحر" هى تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجع إما لتعامل الإنسان الوحشى معها أو للتغيرات المناخية. فإن حالة الوهن والضعف التى تشكو منها البيئة تكون إما بسبب ما يفعله الإنسان بها أو لما تخضع له من تأثير العوامل الطبيعية الأخرى والتى لا يكون لبنى البشر أى دخل فيها. والجزء الذي يشكو ويتذمر كل يوم من هذه المعاملة السيئة من الأرض هو "التربة". هناك اختلاف بين الأرض والتربة، فالتربة هى بالطبقة السطحية الرقيقة من الأرض الصالحة لنمو النباتات والتى تتوغل جذورها بداخلها لكى تحصل علي المواد الغذائية اللآزمة لنموها من خلالها. والتربة هى الأساس الذي تقوم عليه الزراعة والحياة الحيوانية، وتتشكل التربة خلال عمليات طويلة علي مدار كبير من الزمن لنقل ملايين من السنين حيث تتأثر بعوامل عديدة مثل: المناخ – الحرارة – الرطوبة – الرياح إلي جانب تعامل الإنسان معها من الناحية الزراعية من رى وصرف وتسميد وإصلاح وغيرها من المعاملات الزراعية الأخرى.
* تعريف التصحر: يعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف علي أنه تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجى للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالى 46 مليون كيلومتر مربع يخص الوطن العربى منها حوالى 13 مليون كيلومتر مربع أى حوالى 28 % من جملة المناطق المتصحرة في العالم.
* ونجد أن العوامل التى تساهم في ظاهرة التصحر هى التغيرات المناخية: - ارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار أو ندرتها تساعد علي سرعة التبخر وتراكم الأملاح في الأراضي المزروعة (فترات الجفاف). - كما أن السيول تجرف التربة وتقتلع المحاصيل مما يهدد خصوبة التربة. - زحف الكثبان الرملية التى تغطى الحرث والزرع بفعل الرياح. - ارتفاع منسوب المياه الجوفية. - الزراعة التى تعتمد علي الأمطار. - الاعتمادعلي مياه الآبار في الرى، وهذه المياه الجوفية تزداد درجة ملوحتها بمرور الوقت مما يرفع درجة ملوحة التربة وتصحرها. - الرياح تؤدى إلي سرعة جفاف النباتات وذبولها الدائم خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. هذا بالإضافة إلي أنها تمزق النباتات وتقتلعها وخاصة ذات الجذور الضحلة مما يؤدى إلي إزالة الغطاء النباتى.
وهذا يقودنا إلي أن نركز أكثر علي عاملى الرياح والأمطار الغزيرة أو السيول لما تسببه من انجراف التربة حيث يجرفان سنويآ آلاف الأطنان من جزيئات التربة التى تحتوى علي المواد العضوية والنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريت وغيرها من العناصر الأخرى حيث ما تفقده التربة أكثر مما تنتجه مصانع الأسمدة.
ويعتبر انجراف التربة من أخطر العوامل التى تهدد الحياة النباتية والحيوانية في مختلف بقاع العالم، والذي يزيد من خطورته أن عمليات تكون التربة بطيئة جدآ فقد يستغرق تكون طبقة من التربة سمكها 18 سم ما بين 1400 – 7000 سنة، وتقدر كمية الأرضى الزراعية التى تدهورت في العالم في المائة سنة الأخيرة بفعل الانجراف بأكثر من 23 % من الأراضي الزراعية. - وبالرغم من أن انجراف التربة ظاهرة طبيعية منذ الأزل إلا أنه ازداد بشكل ملحوظ بزيادة النشاطات البشرية ونتيجة لمعاملات غير واعية مثل: 1- إزالة الغطاء النباتى الطبيعى. 2- الرعى الجائر خاصة في الفترة الجافة. 3- المعاملات الزراعية غير الواعية مثل حرث التربة في أوقات الجفاف غير المناسبة مما يؤدى إلي تفكك الطبقة السطحية من التربة ويجعلها عرضة للانجراف. * وينقسم الانجراف إلي نوعين هما: 1- الانجراف الريحى. 2- الانجراف المائى. 3 الانجراف الريحى: يحدث الانجراف الريحى الذي ينتج عنه الغبار والعواصف الترابية في أى وقت وحسب شدة رياح. ويكون تأثيره شديد في المناطق التى تدهور فيها الغطاء النباتى خاصة عندما تكون سرعة الريح من 15 – 20 متر/ ثانية فأكثر.
2- الانجراف المائى: والانجراف المائى ينتج من جريان المياه السطحية أو نتيجة اصطدام قطرات المطر بالتربة. ويزداد تأثير الانجراف المائي كلما كانت الأمطار غزيرة مما لا تتمكن معه التربة من إمتصاص مياه الأمطار فتتشكل نتيجة ذلك السيول الجارفة.
* وسائل الحد من انجراف التربة وتصحرها: وخصوصآ ذلك في المناطق الجافة وشبه الجافة، المحافظة علي الموارد الطبيعية وتنميتها. ومن أهم هذه الوسائل: 1- المسح البيئى للوقوف علي الأسباب التى تؤدى إلي تدهور النظم البيئية. 2- تثبيت الكثبان الرملية ويشمل: أ- إقامة الحواجز الأمامية والدفاعية كخطوط أولى أمام تقدم الرمال. ب- إقامة مصدات الرياح الصغيرة. ج- تغطية الكثبان الرملية بالآتى: - المواد النباتية الميتة. - المشتقات النفطية والمواد الكيميائية أو المطاطية. - تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة لوسط الكثبان الرملية. 3- الحفاظ علي المراعى الطبيعية وتطوير الغطاء النباتى الطبيعى. 4- وقف التوسع في الزراعة المطرية علي حساب المراعى الطبيعية. 5- استغلال مياه السيول في الزراعة. 6- وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة. 7- ضبط الزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الرى والصرف الحالية. 8- الزراعة الجافة: حيث يتم استزراع النباتات التى تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف. 9- تحسين بنية التربة بإضافة المادة العضوية إليها وحرثها مع النباتات التى تعيش فيها . 10- القضاء علي ميل الأرض بإنشاء المصاطب (المدرجات). 11- حراثة الأراضى في أول فصل الأمطار. 12- إنشاء البرك والبحيرات في الأخاديد لوقف جريان المياه. 13- إقامة السدود للتقليل من قوة السيول. 14- الحفاظ علي الغطاء النباتى والابتعاد عن الرعى الجائر. 15- إحاطة الحقول والأراضى المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات. مقدمة : تعد ظاهرة التصحر من المشاكل الهامة وذات الآثار السلبية لعدد كبير من دول العالم .وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف مناخية أو شبة جافة أو حتى شبة رطبة وعلى الرغم من قدم ظاهرة التصحر ألا انه في الفترة الأخيرة تفاقمت إلى الحد التي أصبحت هذه المشكلة تهدد مساحات كبيرة جدا وأعداد هائلة من البشر بالجوع والتشرد والقحل تعريف التصحر : يعرف التصحر بأنة تدهور الأرض في المناطق الجافة وشبة الجافة وشبة الرطبة الناتجة عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية. أسباب التصحر: بالإضافة إلى تأثير عوامل الطقس على عملية التصحر فإن الكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها: الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها. أساليب الريّ الرديئة بالإضافة إلى الفقر وعدم الاستقرار السياسي أيضًا كل هذا يؤثر سلبًا على الأراضي الزراعية. اقتلاع الأشجار بشكل عشوائي ( غير منظم ) هجرة السكان من الأرياف مما يؤدي إلى إهمال الأراضي الزراعية و تدهورها. نمو المدن واتساعها على حساب الأراضي الزراعية . تملح التربة أو انجرافها العوامل التي تسهم في التصحر : هناك العديد من العوامل المؤثرة والتي تسبب التصحر وهذه العوامل متداخلة مع بعضها البعض من هذه العوامل 1- العوامل الطبيعية: وهى التي تحدث بدون تدخل الإنسان 2- المناخ : مثل قلة الأمطار بصفة عامة وتكرار الجفاف والتباين في كمية الهطول السنوي للإمطار وتوزيعها وارتفاع درجة الحرارة . 3- أسباب ناتج عن النشاط الإنساني : وهذه الاسباب يمكن ان تعود للاتي : زيادة عدد السكان وبالتالي زيادة الاستهلاك وكذلك التطور العمراني والاقتصادي مما دفع الإنسان إلى زيادة استغلال الموارد الطبيعية إلى حد الإسراف وينتج عنه الاتي تدهور الغطاء النباتي للمراعى : يحدث التدهور بسب الرعي الجائز وقطع الأشجار والشجيرات المرغوبة وتدمير الغابات بهدف إنتاج الأخشاب والصناعات الخشبية الأخرى . فالإفراط الرعوي يعنى أن يحمل المرعى عددا أو أنواع من الحيوانات لا تتفق مع طاقة المرعى و بالتالي يحدث تدمير سريع للغطاء النباتي في هذه المناطق وما يصاحبه من تعرية للتربة وضعف القدرة البيئية على التعويض النباتي ومن المعروف أن الكثرة الحيوانية في هذه المناطق محصلة طبيعية لما يسيطر عليه أصحاب المواشي من تقاليد ومفاهيم خاطئة تدعوهم بالاهتمام الكثرة العددية دون اعتبار لأي عوامل أو نتائج أخرى مما يضاعف من حجم المشكلة فيجب الآخذ في الاعتبار حساب حمولة المرعى حتى لا يحدث تصحر لهذا المرعى وكذلك انتشار الحشائش والنباتات الغير مرغوبة أو المستساغة في المرعى محل النباتات والأعشاب المستساغة التصحر يؤدي إلى تقلص الرقعة الزراعية وإلى هجرة السكان من الريف والمناطق النائية إلى الحضر والمدن بحثاً عن سبل العيش والحياة وتتحول أكثر من 60 ألف كيلومتر مربع سنوياً من الأراضي الخصبة أو الصالحة للزراعة إلى أراضٍ غير صالحة للإنتاج في العالم طرق مكافحة التصحر ] من الصعب جداً إعادة الحياة ممن جديد إلى الأرض الصحراوية أو المتجهة إلى تصحر الشامل لذلك فإن وقاية الأراضي الخصبة قبل تدهورها والعمل على إزالة أسباب التصحر أكثر فاعلية واقتصادية . تتم بعدة أمور من أهمها : 1 ـ تنظيم الرعي و إدارة الرعي والتخفيف من الرعي الجائر وتنمية المرعى عن طريق : 2 ـ تنظيم عملية الرعي على جميع أراضي المرعى : وذلك بضبط حركة الحيوانات داخل المرعى زمانيا ومكانيا 3 ـ محاولة إيقاف وتثبيت الكثبان الرملية وذلك بعدة طرق منها : أ ـ الطرق الميكانيكية : وذلك بإنشاء حواجز عمودية على اتجاه الرياح ومن هذه الطرق : 1 ـ الحواجز النباتية : فهناك العديد من النباتات التي لها القدرة على تثبيت الرمال . فالتشجير هو الأفضل في عملية التثبيت , ولكن لابد من اختيار الأنواع النباتية المناسبة من حيث الطول والتفرع وقوة الجذور ومقاومة الضر وف البيئية القاسية . 2 ـ الحواجز الصلبة : وهذه باستخدام الحواجز الساترة من الجدران أو جذوع الأشجار القوية والمتشابكة مع بعضها البعض . ب ـ الطرق الكيميائية : مثل مشتقات النفط وتكون على شكل رذاذ يلتصق بالتربة السطحية ولكن لهذه الطريقة لها أخطار مثل تلوث التربة والمياه والتأثير على النباتات . 3ـ صيانة الموارد المائية وحمايتها : وذلك بحسن استغلال هذه الموارد وترشيد استخدامها واستخدام الطرق الحديثة في الري . 4 ـ تطوير القدرات البشرية : وذلك باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتدريب المختصين عليها , خاصة فيما يتعلق بمكافحة التصحر مثل نظام الاستشعار عن بعد والتصوير الجوي وتحديد تواجد المياه الجوفية في باطن الأرض . 5ـ نشر الوعي البيئي بين المواطنين خاصة المزارعين و أصحاب المواشي والرعاة معنى التصحر: هو تدهور في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى أنعدام النبات تماماً وتنوع الكائنات الحية . وكل سنة تفقد الكرة الأرضية حوالي691 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر.
أنواع التصحر : حددت الأمم المتحدة أربع حالات للتصحر هي : 1- التصحر الشديد جدا : و هو تحول الأرض إلى حالة غير منتجة تماما لا يمكن استصلاحها إلا بتكاليف باهضة وعلى مساحات محدودة فقط وفي كثير من الأحيان، تصبح عمليةالإصلاح الزراعي غير منتجة بالمرة . 2- التصحر الشديد : عندما تنتشر نباتات غير مرغوب فيها ويحدث انخفاض للإنتاج النباتي الجيد . 3- التصحر المعتدل : حيث ينخفض الإنتاج النباتي الجيد المطلوب . 4- التصحر الطفيف : حين يحدث تلف أو تدمير بسيط جدا في الغطاء النباتي و التربة .
أسباب التصحر: 1- العوامل الجوية : حين تحمل الرياح والعواصف الترابية الأتربة من الصحاري والأرض الجافة وتدفعها إلى المدن . 2- الاستغلال السيئ للأراضي : تجريف تربة الأراضي الخصبة لإستغلالها في صناعة الطوب الأحمر أو في صناعات أخرى . 3- إزالة الغابات: التي تعمل على تماسك تربة الأرض بقصد ألإستفادة من اخشاب الأشجار أو من مساحات الأراضي لبناء مدن عليها . 4- الرعي الغير منظم : من قبائل البدو يسبب تلف الحشائش . 5- الريّ السيئ : عدم المعرفة بأساليب الزراعة الصحيحة المناسبة للنواع المختلفة من الأراضي . 6- الفقر وعدم الاستقرار السياسي: يزيد من إنتشار الأراضي الصحراوية . 7- نوبات الجفاف وقلة الأمطار: التي تصيب بعض المناطق شبه الصحراوية .
نظام الري بالصحاري الجزائرية مُهدد بمعالم الحداثة وزحف التصحر ادرار وتيميمون 2007-03-07 صمد نظام الري الجزائري في منطقتي توات وغورارة الصحراويتين قائما لقرون وشهد مختلف الحضارات التي استوطنت واحات المنطقة. ولكن آثار الحداثة أسهمت في تفاقم آفة التصحر في ما يطلق عليه "مثلث النار" وأصبح هذا الموروث الإقليمي مهددا بالانقراض. النص والصورة لنظيم فتحي من الجزائر لموقع مغاربية- 07/03/07 تشكل منطقتي توات وغورارة الجزائريتين الممتدتين فوق مساحة تضاهي مساحة فرنسا (400 ألف كلم مربع) أكثر المناطق حرارة على وجه البسيطة بحيث تبلغ حرارة الصيف فيها 50 درجة مئوية. وتحيط بهذه السهوب الصحراوية الأراضي الغربية الكبرى وهي عبارة عن محيط من الكثبان الرملية تغطي مساحة تزيد عن 2500 كلم مربع. وتستمد هذه الواحات المنتشرة في ربوع المنطقة الشاسعة الحياة من الفرشاة المائية. فهذه المخزونات المائية الباطنية يطفح مستواها من حين لآخر فيقوم المستوطنون بحفر الآبار في جوف السهول الزاخرة بالمياه وبمد شبكات في باطن الأرض لسقي الواحات أسفلها. وهذا النوع من الري يعرف بـ"الفُكّارة" وكان البابليون والفارسيون والعرب أول من ابتكره فأتوا به لمنطقتي توات وغورارة في القرن العاشر الميلادي. وعلى مدى التاريخ، كان توزيع المياه يتم عبر الفكارات بناءا على مساهمة كل صاحب أرض في البناء والصيانة لنظام السقي. وكانت كميات المياه تُسجل في مدونات وتنقل من جيل لآخر على مدى 11 قرنا. إلا أن آثار مظاهر الحداثة والتصحر بدآ يشكلان تهديدا محدقا بهذا النظام الموروث عن الأجداد. فقد تخلت الحكومة الجزائرية، في سياق عملية تحرير الزراعة في عقد التسعينات، عن برامج مكافحة التعرية التي كانت تعمل بها في الستينات والسبعينات. ولجأ العديد من المزارعين إلى هجر الواحات ومعانقة مظاهر العصرنة الزراعية وحفر الآبار لسقي الصحاري الشاسعة المتزايدة في الاتساع. وكان لهذا التيار المتجه نحو إشاعة الانتاج الصناعي على أوسع نطاق خاصة زراعة الحبوب والطماطم، آثارا ضارة جدا على الفرشاة المائية الإقليمية. وتحدث السيد عمار المدني الذي يعمل في قطاع الإدراة الزراعية عن ذلك قائلا "على خلاف الزراعة التقليدية مثلما كانت تُمارس في الواحات الواقعة أسفل السهوب العليا، الزراعة الحديثة استوطنت مكان السهوب وهذا ما يقلص تدفق المياه الباطنية". ومما زاد من تفاقم هذه المشكلة الاكتشاف الأخير لمخزونات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي في الصحراء. فقد نشأت شركة صينية كبيرة متخصصة في تكرير النفط في الغوارة وتم إطلاق مشاريع واسعة النطاق في المنطقة منها بركة الملح في تيمومين حيث اكتشفت شركات فيها مخزونات الغاز الطبيعي أيضا. ويقول المرشد السياحي المحلي بلقاسم الهادي "بأنهم لو بنوا مصنعا هنا فسيكون ذلك لا محالة إقبارا للسياحة والزراعة في الواحات". ويتحمل أهالي الواحات أيضا قدرا من المسؤولية في هذا التدهور لنظام السقي. فنظام الفكارة اليوم في حالة يرثى لها "بسبب غياب الصيانة" حسب قول البشير قنديل أحد قاطني اولاد سعيد وهي واحة في تيمومين. وقال موضحا "كان أصحاب الأراضي يفضلون منذ زمن طويل العمل في التجارة أو الإدارة ويستأمنون أراضيهم لعمالهم الذين يفضلون أيضا العمل لحسابهم الذاتي في مشاريع لاستغلال تلك الأراضي". وفي عام 2000، بدأت الحكومة الجزائرية خطة وطنية لتنمية الزراعة ترجو منها ترقية أنظمة السقي وتقليص استهلاك المياه الصناعية عبر بدء العمل بنظام الري بالتنقيط وزيادة رواتب عمال الزراعة للحد من الهجرة القروية. بيد أن أهالي الواحات مثل بلخيري أحمد ما زالوا لا يدرون شيئا عن البرنامج. وقال موضحا "أين ذهبت هذه الأموال؟ لم أرها أبدا ولم أر أبدا برنامجا كهذا من قبل! أشجار النخيل تموت الواحدة تلو الأخرى والماء ينضب شيئا فشيئا والناس ساخطون عن ظروف العمل في الأراضي